About Me

My photo
Allah.. Knowledge.. Beauty!

Monday, November 4, 2013

الحكي ف المحكي .. أيا رفيق الميدان: افتكر وفكرهم...

يا رفيق الميدان، في موجة "تعاطفك الإنساني" مع الإخوان لما يلقوه من قتل واعتقال.. ما تنساش إنهم من البداية مش على طريق الثورة ..
يعني م الآخر: الثورة ف طريق والإخوان ف طريق ..
وافتكر إن رجوع مرسي "المرتعش والعضو التنظيمي جداً في الجماعة" يعتبر هزيمة للثورة! .. وإن من الاستغفال وضع شعارات حراك الإخوان ورموزه محل شعارات الثورة ورموزها!

وافتكر إنهم عمرهم ما غيروا -ولا هيغيروا- خطتهم عشان خاطر حد او عشان أي دم .. ولازم تفتكر إنهم ما كانش عندهم مشكلة في الاعتداء البدني الدموي على معارضي رئيسهم، -أحداث الاتحادية مثالاً-، ومش بس الاعتداء لأ وكمان الدفاع عنه وتبريره .. وافتكر كم الفرص اللي أهدروها وكم الحسابات الخاطئة لهم -مشيها حسابات خاطئة- ..

ولو كان الناس العادية بتدي للإخوان فرص أخيرة.. فيا رفيق الميدان افتكر إن الإخوان بالنسبة لنا في الفرصة ما بعد الأخيرة .. وإن مابقاش حاجة تربطنا بيهم غير بعض العلاقات الشخصية ومحض التعاطف الإنساني معاهم كبشر، لهم حقوقهم في الحرية والأمن!

وافتكر إن كل القرف اللي شايلينه السبب فيه كان غباءهم وعِندهم وقصر نظرهم! .. وافتكر إن مرسي هو اللي لبسنا ف العسكر!

وافتكر أخيراً إن مش كل نكاية ف العسكر هي نصرة للثورة!

Wednesday, October 16, 2013

شعار رابعة بيحج!

بيقولك فيه حجاج رافعين شعار رابعة.. وانت فرحان؟!! أو مش فرحان؟!!

شعار رابعة من حيث إنه شعار سياسي، لما يترفع في المناسبة دي و في المكان ده .. ما تزعلش لو حد رفع علم الاشتراكيين الثوريين -مثلاً- السنة الجاية!
ولو مش فرحان، فاكر فرحتك بكلام محمد حسان على عرفات من سنتين: "لو كُسر الجيش كما كسروا الشرطة لن يأمن أحدنا في غرفة نومه"
وأما شعار رابعة من حيث إنه شعار ديني، لما يترفع في المناسبة دي و في المكان ده .. ما تزعلش لو حد رفع صورة علي جمعة السنة الجاية!

فاكرين زمان لما كنا بنقول إن مقام منبر الجمعة ملك لكل المسلمين؟ وإن ما ينفعش تروج فيه لفصيل بعينه؟ وأنه لا يستغل إلا فيما يخص عموم المسلمين؟! ...
فاكرين؟ طب البسوا الـ52 خطبة بتوع السيسي!!

"ما تسنش سنة وترجع تعيط لما تمارس عليك"
"ما تبطلش سنة حسنة وترجع تعيط لما ما تنولهاش!"
.. والكلام لكل الأطراف! ..

إقرار قانون التظاهر والتجمعات -كمثال-، اللي يأيده بيبطل سنة حسنة! لما يغور الكرسي من وشك، ما ترجعش تعيط وتقول أتظاهر!!
وزيها سنة إقحام العسكر في السياسة .. وشيطنة الخصم .. إلخ!

هو ليه ماحدش بيفكر أبعد من يومه؟؟!
-----
ملحوظة: رفض رفع الشعار بالطريقة دي، لا يعني إقرار أي فعل قمعي ضد رافعيه.. عشان بس اللي عندهم الغدة الأمنية مهيبرة وحلولهم كلها أمنية قمعية!

Wednesday, October 9, 2013

المطعم بن عدي رئيساً لمصر :-)

منذ بدايات اعتصام رابعة -تحديداً بعد نطة السيسي ف 3 يوليو- ونحن نتكلم مراراً وتكراراً أن هناك 3 معارك أمام التيار الإسلامي:
1- معركة الشرعية
2- معركة الحقوق والحريات
3- معركة القصاص
وقلنا أن معركة الشرعية هي معركة الماضي.. الماضي المتشابك بين: 1- معارك السلطة مع الثورة، 2- غدر وقذارة القوى المتربصة، 3- أخطاء وخطايا كثير من الإسلاميين -فصائل وأفراد- وسوء خياراتهم الاستراتيجية والتكتكية، 4- مصالح القوى الدولية .. -نقطة منطقية: عدم رغبتك في تصديق وجود هذه القوى لا ينفي وجودها بحال-.. ومن أجل أن تخوض هذه المعركة ينبغي أن تفكك ذلك التشابك، وهذا كان من المستحيل .. لا الوقت ولا الظرف كانا يسمحان به.

وقلنا أن المعركة الأوْلى والأهم هي معركة المستقبل، معركة الحقوق والحريات.. المعركة التي تقضي على الصيغة التي كانت ولازالت مسيطرة على أذهان الكثيرين: إما مرسي في الحكم أو نحن في السجن. هذه الصيغة التي كانت نذرها واضحة بجلاء، وساهم فيها قيادات إسلامية بكثير من الغباء!.. [أقول كان يمكن أن نتفادى هذه الصيغة بتفادي الرعونة والنزق ومراهقة قيادات الإخوان وبعض قيادات أخرى للإسلاميين]
إذاً المعركة الأوْلى بالنضال هي معركة الحقوق والحريات -التي هي بالمناسبة معركة الثورة الأولى التي بعد لم تحسم.. والتي قرر الإسلاميون تأجيلها لصالح أجندة التمكين الذي لم يكن ليتحقق أصلاً بغير حسم تلك المعركة نهائياً.
وقلنا -بعد الحرس الجمهوري- أن معركة القصاص هي المعركة الأخلاقية التي ينبغي أن تنفك عن أي مسار آخر .. وبالتحديد عن مسار إعادة مرسي! .. فحق الشهداء من 25 يناير وحتى مذبحة 6 أكتوبر لا ينبغي أن يتعلق بمسار سياسي آخر -قابل للعبث والتفاوض في نهاية الأمر-.

باختصار، عاوز تمكين؟ لازم دعوة/تثقيف/وعي .. والدعوة عاوزة تنظير وجدل وطرح أفكار إبداعية .. والتنظير الحر عاوز حرية وأمن .. يعني نرجع تاني لمطلب دولة الحقوق والحريات!
وعشان نجيبها على بلاطة -ورزقي على الله-: دولة حقوق وحريات للجميع بلا إقصاء أو انتقائية .. للجميع يعني للجميع .. للمسلم وغير المسلم .. للمؤمن والملحد .. للسلفي والصوفي والإخواني والشيعي والبهائي ... الأمن والحرية للجميع!
واحنا كتيار إسلامي نمارس ما نريد وفق منظومة الأمن والحرية .. إنك آمن على نفسك وبيتك، وحر تقول اللي تقوله، ليك منابرك وقنوات اتصالك بالجماهير.. انت آمن على نفسك والمجتمع آمن منك .. وصاحب المنهج المتماسك المقنع هيفرض نفسه ع الجميع ويري الناس ما لديه من حق.. ولما تنهمك في السعي لتمكين الدين والشريعة من القلوب قبل تمكينهما من الكراسي والقوانين .. هيبقى وصولك للسلطة تحصيل حاصل.

ومسألة الحقوق والحريات إحدى نقاط التماس مع الفصائل الثورية الحقيقية .. أي أنها من النقاط التي يمكن اجتماع الفرقاء عليها.. فقط إن أُخلص لها ولم يشوبها مصالح من "إياها".

موقف التيار الإسلامي الآن يذكرني أكثر من أي شيء بموقف النبي صلى الله عليه وسلم وهو عائد من الطائف، عندما طلب من زعماءهم هناك ألا يخبروا عنه أهل مكة، فرفضوا وبعثوا برسلهم لمكة تبلغ رؤوس القوم أن محمداً صلى الله عليه وسلم لجأ لهم.. وأوذي أشد الإيذاء. كيف دخل مكة حينها؟ .. دخل مكة في جوار رجل كافر اسمه المطعم بن عدي! .. الإسلاميون الآن يحتاجون جوار كجوار المطعم بن عدي، جوار بمعناه القريب من شخص/حزب -من خارج التيار- يتم دعمه في الانتخابات الرئاسية، مقابل الحقوق والحريات.. صفقة انتخابية معلنة، لا يطلب منه إصلاحات تشريعية "تمكينية" من أي نوع.. فقط الحقوق والحريات.
والجوار بمعناه الأبعد -وهو الأهم- دولة الحقوق والحريات.. يعيش الإسلاميون وغيرهم في جوارها .. لا يهم ساعتها من يحكم ومن يعارض! أمنك محفوظ وحريتك مكفولة!
-وطبعاً لا أقصد أن الإسلاميين الحاليين هم النبي ولا إن الشخص الذي يتحالفون معه كافر، فقط أقرب الفكرة وأتعلم من السيرة-

إذاً، الله غايتنا نعم .. لكن كترتيب منطقي وتسلسلي للأحداث: لابد أن نبدأ من معركة الحقوق والحريات!.. وذلك يردنا للخلاف القديم بين بعض السلفيين والإخوان عندما كان يصدم هؤلاء السلفيين بما كان يقوله الإخوان أن الديمقراطية تقدم على الشريعة .. ترتيب حدوث لا ترتيب أفضلية!

ربما تقول أمن وحرية مين والناس معتقلين؟!! .. أقول: ولهذا ركب الله فيك روح المناضل :-)

Sunday, October 6, 2013

ادعوهم لآبائهم

فرق كبير بين الاحتفال بيوم أكتوبر وبمن بقي من أبطاله.. وبين ابتذال المناسبة وتحقيرها لتمجيد عسكر ليسوا من أكتوبر في شيء!

فمن شهد أكتوبر قبل 40 سنة وهو ملازم، قد بلغ الآن من التقاعد عتياً.. وبالتالي، من يلحسون بيادة العسكر الحاليين إنما يمجدون ثمرة السفاح بين نظام مبارك واتفاقية كامب ديفيد.. نظام مبارك بفشله وفساده وإفساده، وكامب ديفيد بشروطها وإملاءاتها!..

نعم، العسكر الحاليون ليسوا سوى ثمرة سفاح، قبلت أن تُمتطى في حرب الخليج الثانية تحت القيادة الأمريكية مقابل تسوية بعض الديون [مرتزقة يعني]..
وقبلت بالتغيير في وضع مصر الاستراتيجي في الصراع مع الصهاينة: من طرف في الصراع إلى مجرد شريك "محايد" في عملية سلام عبثية وظالمة، ما من غرض منها سوى تضييع الحقوق.
الثمرة التي قبلت بدور مصري كقواد منحاز لطرف فلسطيني دون آخر -بدلاً من أن تكون طرف محايد بين الأشقاء- قواد قرر أن يغض الطرف عن التنكيل بغزة وأهلها بعد فوز حماس في الانتخابات، تحت وطأة الظرف الداخلي [عدم رغبة النظام في اأن تنجح تجربة إخوانية على تخوم سيناء، قد ينظر إليها المصريون بإعجاب: "عاوزين من ده"لتتحقق أحلام بن جوريون إبان تأسيس دولته، بأن يتم تحييد مصر وأن تكون بينها وبين إسرائيل منطقة عازلة.. أي أن تنعزل مصر عن الصراع سياسياً وجغرافياً!
وقبلت بأن تكون أداة قمعية لخدمة منظومة فاسدة من الجذور.

العسكر الحاليون العابثون بالسلطة وبأحلام الشعب عبر تبولهم الإرادي في عقول رؤوس الإعلام من قبل مخابراتهم وشئونهم المعنوية، أولئك العسكر أحقر من أن تنسب لهم احتفالات كاحتفالات أكتوبر.

المجد لمن صنعوا المجد، لا لأنطاع يريدون الاحتفال منبطحين -مستأسدين على قومهم- متمسحين بمن وقفوا أبطالاً في وجه العدو قبل 40 سنة.

Friday, September 13, 2013

انتو عندكو فيدرير .. واحنا عندنا دروبني

وانت بتقلب في قائمة الفائزين بويمبلدون ما تستغربش لو لقيت علم مصر.. أيوة فيه لاعب مصري فاز بويمبلدون سنة 1954..

ياروسلاف دروبني .. [قل لي بقى إنك ما تعرفش عيلة دروبني بتوع دمياط!] .. الحقيقة إنه تقريباً ما عاشّ ف مصر خالص .. أصله تشيكوسلوفاكي، وتجنس بالجنسية المصرية، ولعب كمواطن مصري لمدة 9 سنين تقريباً.
طب وإيه الحلو ف مصر عشان واحد تشيكي يتجنس بجنسيتها؟ وبطل رياضي كمان؟!..
سنة 1950 حصل انقلاب في تشيكوسلوفاكيا، وكان ياروسلاف وغيره من الأبطال الرياضيين بيُستغلوا للدعاية للنظام -"الانقلابي"- الشيوعي الجديد. الراجل طق منهم وقرر يسيب البلد.. قدم على جنسية ف أكتر من دولة، ومصر وافقت تجنسه .. راح لعب ويمبلدون وفاز بيها باسم مصر ... :-)
على سنة 1960 كان أخد الجنسية البريطانية وعاش هناك ..

النهاردة ذكرى وفاة ياروسلاف دروبني .. الراجل اللي رفع علم مصر ف ويمبلدون ..
وبكدة يبقى مصر دروبني زي سويسرا فيدرير وكرواتيا إيفانيزيفيتش .. دولة ليها بطل واحد فاز بويمبلدون!
هلاّ منشنتم عادل الشطي وكريم العلمي وفخر الدين السنهوري :-)

Sunday, August 25, 2013

الشعب العلماني بطبعه

صعق كثير منا "بالتطرف العلماني" في الفيديو المسرب من اجتماع ضم حلمي النمنم وتهاني الجبالي.. وبالجملة الأكثر استفزازاً أن "الشعب المصري علماني بطبعه"!!

حين خاض المسيري في بحث مطول -مطول جداً في الواقع- عن العلمانية، ووضع نموذجه التفسيري لما أسماه العلمانية الشاملة.. أو العلمانية الكاسحة، كما أسماها، حين خاض في الفضاء الفلسفي للعلمنة لم يضع تعريفاً واضحاً محدداً للعلمانية، ولكنه أخذ يسأل أسئلة المرجعية، وأسئلة عن مركز المنظومة -إن وُجد-، وموقع هذا المركز.
لست بصدد شرح ما كتبه المسيري بقدر ما أرغب في إسقاطه على حادث جلل كمذبحة رابعة، وما سبقها وما تلاها من مذابح بحق مؤيدي الشرعية. وكذلك ما سبق الأزمة، من دماء سالت في عهد محمد مرسي.

سأل المسيري سؤال المرجعية، وتحدث عن الصراع بين مرجعيتين: المرجعية الكامنة والمرجعية المتجاوزة.. إما أن تكون مرجعية المنظومة بداخل المنظومة نفسها "كامنة" فيها، أو أن تكون المرجعية خارجة عنها "متجاوزة لها".. 

مثال للتبسيط: في المعارك الانتخابية، حين تكون المرجعية "انتخابية" بحتة، سيكون الهدف هو حشد أكبر كم من الأصوات في كل الدوائر أو في دوائر بعينها .. أيا كان الحكم الأخلاقي على أسلوب الحشد فإن المنفعة المتحققة والمترتبة على السلوك هي الأهم، لأنها تتسق مع المرجعية الانتخابية البحتة التي اتخذها المتنافسون.. فلا يسأل أحد إن كانت الوعود الانتخابية قابلة للتحقق أم لا، ولا عن أخلاقية خداع الجماهير، ولا عن الرشا الانتخابية،.. إلخ، وتصبح هذه الأسئلة غير ذات موضوع أصلاً. أما إن كانت المرجعية في المعركة الانتخابية مرجعية خارجة عن منظومة الانتخابات نفسها، مرجعية أخلاقية مثلاً، فإن في كل خطوة وكل طريقة في تجميع الأصوات، سيكون السؤال الأخلاقي مطروحاً دائماً.. ولن يكون الفوز -والفوز فقط- هو المعيار الوحيد الأوحد للنجاح في العملية الانتخابية.. بل إن الهزيمة "المادية" أمام خصم "غير أخلاقي" ستكون بمثابة انتصاراً للمرجعية وانتصاراً للمبادئ.
إذاً عد المسيري غياب السؤال الأخلاقي المتجاوز مظهراً علمانياً صرفاً .. وأن معيار المنفعة المجردة من أية منظومة قيمية تجلي لعلمنة شاملة.

حين يسفك دم المئات، -وفي ظل التعتيم وكتم أي صوت إعلامي مناهض لبلطجة العسكر- قد يكون الرقم أضعاف ما أعلنته وزارة الصحة.. حين يسفك الدم وتجد أن الكثيرين -من جميع الأطراف- لم يكترثوا بجريمة كهذه على المستوى الإنساني أو الأخلاقي .. ويكون رد الفعل إما التجاهل أو التبرير .. ومن اهتم لا تجد منه إلا الشماتة أو التنظير أو محاولة استغلال الأمر سياسياً بصورة ما!
بل حين يصل الأمر إلى النزاع حول ما إذا كان الأمر جريمة من أساسه.. فضلاً عن تبريرها أو التسامح معها.. تجد سؤال المرجعية يفرض نفسه بوضوح -أيضاً على جميع الأطراف: هل ثمة مرجعية أخلاقية لجموع مباركي القتل؟ أم أن الأمر محض مصالح ومفاسد مجردة من القيمة؟ بل هل هناك بالأساس منظومة قيم تحكم هذا المجتمع؟
أي أن الصيغة الماثلة امامنا: "لا ضير من إعدام خصمي في الشوارع طالما سيحقق هذا منفعة وفق المعايير الداروينية للصراع السياسي.. ولا دخل للأخلاقية في هذا!"
لا ضير من التنكيل بالمخالف طالما سيخفيه من وجهي .. لا ضير في العنف الأهلي طالما سيوجه الصراع وجهة ما .. لا ضير من سجن الفكرة طالما لا أقدر على مجابهتها ..

المرجعية الإسلامية -كفلسفة- تطرح نفسها كمرجعية متجاوزة لكافة المنظومات ومهيمنة عليها، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية... إلخ .. والثقافة الإسلامية تطرح رؤية الإنسان لنفسه وللكون، بأن مركز الكون خارج عنه متجاوزاً له ... ولا ثمة مركزية لعقل الإنسان -على أهميته بطبيعة الحال-، ولا للطبيعة/المادة -على أهميتها لعمارة الأرض- .. بل إن المركز رباني أخلاقي متجاوز لهذا الإنسان ومتجاوز لهذا الكون خارجاً عنه وليس كامناً متضمناً فيه.
وبالتالي، يصبح حساب المواقف والمصالح بشكل يسقط السؤال الأخلاقي هو إهدار صريح لأسس الثقافة الإسلامية التي كان الكثيرون يعتقدون عمق جذورها في المجتمع المصري!!.. واتضح أن الأمر محض مصالح بلا أي بُعد أخلاقي متجاوز!

[تقول الأسطورة: الشعب المصري متدين بطبعه]

والآن نستحضر ما قاله النمنم وتهاني الجبالي ..
نجد ان ما قالوه قد يكون ليس سوى الحقيقة التي نرفض الاعتراف بها .. بل ونخدع أنفسنا بالترويج للأسطورة بأننا متدينون بالفطرة!! .. لا يا راجل!

Saturday, August 24, 2013

الإسلاميون، بين "إيكاروس" و"توي ستوري"

[تقول الأسطورة: إيكاروس السجين، صنع أجنحة من شموع سجنه المعتم البارد.. فطار بها خارج السجن .. وحلق حراً بعيداً حتى دنا من الشمس، فذاب الشمع .. وسقط إيكاروس!]

قصة مأسوية، عاشها الإخوان مرات.. وأذابت أجنحتَهم شمسُ ملكٍ، ورئيسَين..
وأصرّ كثير من الإسلاميين على التمثّل بها حرفياً منذ بداية تحليقهم خارج السجن بعد يناير، السجن الفكرة .. السجن السياسي والإعلامي، قبل السجن الأمني.. حلقوا بعيداً بحريّة، وظنوا أنهم مانعتهم حشودهم.. فجاءهم ما لم يحتسبوا! .. اقتربوا كثيراً من شمس العسكر وشمس أمريكا .. فذابت الأجنحة .. والآن يسقطون في نفوس الكثيرين قبل أن يسقطوا في الزنازين مجدداً! ..

أظن أنه قد آن للحركة الإسلامية أن تستفيق وتعي أن أجنحة السجين كانت من "نهضة" و أنها صنعت على عَجَل؟ وأنهم كانوا -في النهاية- وحدهم بعزلةٍ فرضوها على أنفسهم؟ .. وأنهم قد نُصحوا بألا يحلقوا عالياً قرب الشمس الحامية؟ .. "الحامية للمرحلة"!

[مالم تقله الأسطورة أن إيكاروس كان إخوانياً .. شعبة أثينا]
----

"يا بازّ.. ده مش طيران.. ده وقوع بس بشياكة!"
مستر وودي بيقترح حل .. خلينا بازّ ..
لا مجال الآن بحال لمرسي ولا لشرعيته .. لا مجال الآن إلا للوقوف على الأرض .. ورؤية المشهد بشكل صحيح .. لا مجال الآن للاستمرار في صيغة إما مرسي في الحكم أو نحن في السجن..
المعركة الأَوْلى والأهم هي معركة الحقوق والحريات ضد الدولة الأمنية .. التي هي معركة المستقبل لا معركة الماضي .. المعركة التي تضمن أن لا تكون الأجنحة من الشمع مجدداً .. وتضمن أن يكسر الإخوان ومعهم الإسلاميون لعنة إيكاروس..!

[المأسوي في القصة، لم يكن ما فعله السجين التواق للحرية.. وإنما أن الحرية في النهاية لم تنتصر]